___ غرائب :
نجح رائد الأعمال الأمريكي ذو الأصول الألمانية "ليفي شتراوس"، الذي شارك في ابتكار البنطال الجينز كما نعرفه الآن، في تدشين واحدة من أقدم وأنجح العلامات التجارية في العالم وأكثرها رسوخًا، حيث كانت شاهدة على تغيرات وتقلبات الاقتصاد ومناخ الأعمال في ثلاثة قرون.
علامة "ليفيس" للجينز تأسست في القرن التاسع عشر الميلادي، وظلت قائمة خلال القرن العشرين، وامتد نجاحها خلال المئوية الحالية، حيث بقيت إلى الآن مصدرًا يدر مئات الملايين من الدولارات سنويًا، ولعل ذلك كان عبر ابتكارها الذي اشتدت إليه الحاجة في الماضي واحتفظ بأهميته للبشرية جمعاء حتى الوقت الراهن.
- ولد "شتراوس" في بيتلهيم، بافاريا، عام 1829، وانتقل للعيش في نيويورك بصحبة إخوته الكبار عندما بلغ السادسة عشرة من عمره، عقب وفاة والده مباشرة، ثم لحقت به أمه وأختاه بعد عامين.
- دشن أخواه الكبيران "جوناس" و"لويس" نشاطًا لتجارة البضائع الجافة في نيويورك، في هذه الأثناء خلال حمى الذهب في كاليفورنيا عام 1849، كان الكثيرون يسافرون غربًا بحثًا عن الثروة.
- توجّه "شتراوس" في أوائل عام 1853 إلى سان فرانسيسكو بغرض بيع السلع للعاملين في صناعة التعدين المزدهرة، وكان قد بدأ إدارة شركته الخاصة للبضائع الجافة، وقام بدور الوسيط لأعمال إخوته في الساحل الغربي، وباع الملابس والنسيج على مدار سنوات للمتاجر الصغيرة في المنطقة، وفقًا لموقع "بايوجرافي".
- بعدما استوعب أساسيات التجارة، أعاد تسمية شركته وأطلق عليها "ليفي شتراوس آند كو"، عام 1863، وكان ذلك قبل عشر سنوات من ابتكار سيمنحه منجم ذهب من نوع خاص، بعدما اعتمد طويلًا على الترويج للسراويل التي اعتمد عليها عمال التنقيب بشدة خلال عملهم.
- في عام 1872، كتب إليه أحد عملائه، ويُدعى "جاكوب ديفيس" ويعمل خياطا، طالبًا مساعدته، فبعدما اشترى قطعة قماش مصنّعة من الدنيم من "شتراوس" (والتي استقدمها بدوره من مصنع في نيو هامبشير)، وجد طريقة لتحويلها إلى سراويل أكثر متانة ومزودة بجيوب تساعد العمال على حمل أغراضهم وأموالهم داخلها.
- وفقًا للموقع الرسمي للشركة، استخدم "ديفيس" المسامير المعدنية لتزويد السراويل بالجيوب، وإطالة عمرها أكثر ضد التآكل، لكنه أخبر "شتراوس" بعدم امتلاكه الأموال الكافية للحصول على براءة اختراع لتصميمه الفريد، وحينها اتفق الرجلان على أن يمول "الأخير" رسوم البراءة، مقابل أن يصبح شريكًا في هذا الابتكار.
- حصل "ديفيس" و"ليفي شتراوس آند كو" على البراءة في العشرين من مايو/أيار عام 1873، وكان ذلك بمثابة تاريخ ميلاد الجينز الأزرق، والذي منح أعمالهما نجاحًا فوريًا وكبيرًا، حيث أصبح هذا النوع من السراويل هو الأكثر شعبية في أمريكا والعالم، بحسب موقع "ساكسِس ستوري".
- في هذه الأثناء، واصل "شتراوس" اقتحام مجال الأعمال وطاردته المناصب القيادية، فأصبح عضوًا وأمين الصندوق في مجلس تجارة سان فرانسيسكو، وتولى إدارة مصرف "نيفادا"، وشركة "ليفربول، لندن آند غلوب إنشورانس"، وشركة "سان فرانسيسكو جاس آند إلكتريك"، وفي عام 1875، اشترى شركة "ميشين آن باسيفيك وولن مايلز" للنسيج والصوف.
- بحلول أواخر القرن التاسع عشر، كان "شتراوس" لا يزال يشارك في المهام اليومية للشركة، لكنه بدأ توزيع المسؤوليات على أبناء إخوته، وعلى جانب النشاط العام، موّل 28 منحة دراسية في جامعة كاليفورنيا عام 1897.
- في السادس والعشرين من سبتمبر/ أيلول عام 1902، توفي "شتراوس" عن عمر يناهز 73 عامًا، داخل منزله في سان فرانسيسكو، وتولى ابن اخته "جاكوب ستيرن" قيادة الشركة، واستمرت أعمال "الجينز" المعروفة الآن باسم "ليفيس" في النمو وازدادت شعبيتها على مدار عقود، وتجاوزت إيراداتها 4.5 مليار دولار عام 2016.
- يقول موقع "انتربرينير" في تقرير له، إن سر العمر الطويل لأعمال "ليفيس" هو اتباع الشركة مبادئ بناء العلامة التجارية الكلاسيكية للحفاظ على حقوق الملكية وتنميتها، مضيفًا: هذه هي المثل الأساسية التي لا تزال تُعد مفاتيح لبناء العلامات التجاري والحفاظ على هيمنتها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق