اعتاد الشعب المصرى على تداول بعض الأمثال الشعبية فيما بينه، ومع مرور الوقت توارثت الأجيال هذه الأمثال، وتم تداولها فى المجتمع المصري دون معرفة أصل المثل، وعلى الرغم من ان غالبية المواقف التى تحدث لنا فى حياتنا اليومية تتشابه كليهً مع امثال شعبية شهيرة توارثناها من أجدادنا، فسوف نتعرف اليوم على أصل مثل شعبي شهير نقوله كثيراً فى مجتمعنا المصرى وهو ” سكتناله دخل بحماره “.
أصل المثل الشهير ” سكتناله دخل بحماره “
اعتاد الشعب المصرى قديماً وبالأخص فى المدن الريفية، على جلوس الرجل امام منزله فى المساء بعد صلاة العشاء على كنبة مع أصدقائه، وقضاء وقت ممتع مع الاقارب والاصدقاء، وفي بعض الأحيان يجلسون أمام المنزل على ” حصيرة ” على الأرض، وتوارثت هذه العادة من الاباء الى الابناء حتى وصلت الينا.
فحتى الآن فى المجتمع المصرى وخاصة فى المناطق الريفية، يجلس الشباب والرجال أمام البيوت على ” الكنبة ” و يتسامرون ويضحكون مستمتعين بالجو الرائع والسماء الصافية، ولكن كان يوجد عادة قديمة وهي إذا مر شخص على مجموعة رجال جالسة وكان يركب على دابة، من واجب الاحترام أن ينزل الرجل من على دابته احتراماً لهم ثم يلقى السلام على الرجال، ويعود يركب دابته من جديد ويسير بسلام.
ولكن فى إحدى المرات كان يجلس أعيان القرية لحل مشكلة ما حدثت فى القرية، ثم مر عليهم رجل فقير راكباً على حمار، فكان من واجب الاحترام نزول هذا الرجل من على حماره، وإلقاء السلام على أعيان القرية، وهذا الذى كان سيحدث بالفعل لولا أن أعيان القرية رأوا أنه رجل فقير وكبير فى السن، وسمحوا له أن يمر دون أن ينزل من على حماره، وظل الرجل الفقير فى كل مرة يمر على مجلس أعيان البلد لم ينزل من على حماره.
ومرت الأيام وعقد مجلس أعيان البلد لحل مشكلة اخرى فى البلد وكان من المقرر ان يحضر الرجل الفقير الى هذا الاجتماع، ففوجئ الجميع ان الرجل الفقير دخل إلى مكان انعقاد الاجتماع وهو راكباً على حماره، فانتهره أعيان البلد وأمروه بأن يخرج من مكان الاجتماع، فلفظ أحد الأشخاص قائلاً ” سكتناله دخل بحماره “.
ومنذ ذلك الوقت انتشر هذا المثل الشهير ” سكتناله دخل بحماره ” ليقال لكل شخص تجاوز حدوده وتعبيراً عن الأشخاص الذين يستغلون المواقف ويتمادون فيه وذلك بسبب تساهل الآخرين معهم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق