___ غرائب :

الفاكهة المحظورة ...

مَن سافر على الطيران الإثيوبي، وحصل على وجبة الإفطارعلى متن طائراتها،  فقد مر حتماً بتلك التجربة. 

منذ أعوام قليلة وفي أولى رحلاتي على تلك الرحلة الصباحية، أخذت أنتظر بلهفة أي طعام يقدم... وأخيراً بدأت المضيفات السمراوات في توزيع وجبة الإفطار وكنت على أتم الاستعداد للفتك بها، أتت الوجبة شبه ملقاة في وجهي وهي وجبة إفطار خفيفة وبها علبة بلاستيكية شفافة بها قطع الفاكهة المغمورة بسائل كما يبدو سكري لزج

فتحتها بمنتهى السذاجة كما أقوم بفتح علبة الزبادي ظناً مني أنهما متشابهتان، ولكن الأمر لم يكن كذلك، فقد أفرغت هذا السائل الملعون على قميصي بما كدر صفوي طوال الرحلة والتي امتدت لإحدى عشرة ساعة حتى وصولي إلى بوركينا فاسو. 

تجربة أخرى ورحلة صباحية أخرى

أتت العبوة الملعونة التي نظرت إليها بتحدي رجل صعيدي لا يستسلم للهزيمة أبداً، ولكن كنت أكثر دهاءً هذه المرة، وجهت العلبه للاتجاه المعاكس حتى إن أفرغت محتوياتها تكن بعيدة عن قميصي، فأرضية الطائرة لاتعنيني في شيء، وقد حدث وتناولت الفاكهة وشربت ما تبقى من عصيرها بمنتهى النشوة والنصر، ولكن سعادتي لم تدم طويلاً، فقد قمت لاتحرك داخل الطائرة وعند ارتدائي لحذائي وجدت هذا السائل الملعون وقد انسكب في الحذاء بم عكّر صفوي بشكل أكبر من المرة الفائتة. 

في المرات التالية، تركتها ولم اقترب منها، نعم تركتها تنتصرعليّ، حتى قصصت روايتي على أحد النابهين، الذي ضحك من سذاجتي، وأبلغني بمنتهى الثقة أن هذا يحدث نتيجة تفريغ الهواء، فعليّ إذن أن أثقب هذا الغطاء قبل فتحه، وقتها لن يحدث ما حدث مرة أخرى. 

وفي رحلتي التالية 

حاولت ثقبها ولم يكن لدي غير شوكة بلاستيكية ضعيفة سرعان ما انكسرت ولم تحدث الثقب المرجو... لم استسلم، أعملت عقلي وصرت نابهاً أكثر من صديقي واستخدمت خلة الأسنان المدببة ونجحت في هذا وفتحتها بحرص شربت السائل الملعون وأكلت الفاكهة وأرجعت رأسي للوراء سعيداً منتشياً، لم تدم سعادتي طويلاً فالسيدة السودانية الطيبة التي بجواري قامت بفتحها مثلما فعلتُ أولَ مرة، ولكنها كانت موجهة ناحيتي فأفرغت المحتويات على قميصي مرةً أخرى.
 
لا أعلم لم لا يجعلونها أكثر أٌلفةً أو حتى يمتنعون عن تقديمها، ولكن كل ما أعلمه إنني لن أُقدِم على تناولها مرةً أخرى أو أن أتجنب السفر على تلك الرحلات الصباحية للطيران الإثيوبي.

0 التعليقات:

إرسال تعليق