___ غرائب :
أرض متسخة مغطاة بأكوام من ملابس رثة، بقايا آثاث محطم، جدران وأسقف مُفحمة، نوافذ مغطاة بأقمشة، 9 كلاب تنبح، و3 قطط، ورائحة كريهة.. هي كل ما يملك الرجل الستيني نجيب إمام منذ عامين بعد أن أنقذه الكلب من نيران حريق التهم بيته فجر الـ 23 من أكتوبر 2015.

قبل عامين، عقب صلاة الفجر، عاد نجيب إلى منزله، استعد لتحضير طعام حيواناته الأليفة، بطهي أرجل الدجاج، حين غلبه النوم دون قصد، ليجد الكلب يعض قدمه، فاستيقظ مفزوعًا، تفاجأ بالنيران تلتهم البيت.
انقطعت الكهرباء، والمياه، والغاز منذ ذاك الحين، وازداد سوء الحادث بضعف نظر الأستاذ نجيب نتيجة الظلام التي ساد بأرجاء البيت، والرائحة التي سكنت كل ما خلفه الحريق.
درس الأستاذ نجيب السكرتارية، اشتغل في عدة شركات، ووصل لدرجة مدير مشتريات، اختار العيش مع والدته، ولم يتزوج، فدائمًا ما رأى أن حنان والدته يكفيه، إلى أن توفت عام 2001.

وكما انقطاع الخدمات عن منزل "نجيب" انقطع عن الناس، يقول نجيب:"لاقيت فراغ جامد حوليا بعد موتها، واستغليت الفراغ ده في تربية القطط والكلاب والتجول في الأسواق".
"أنا نفسي الشقة تتوضب وأعيش فيها زي أي حد، أتفرج على التليفزيون، وأقعد أسلي نفسي مع قططي وكلابي في النور".. هو كل ما يتمناه الرجل الستيني.

0 التعليقات:

إرسال تعليق