___ غرائب :
في السابعة صباحًا تذهب إلي عملها التابع لوزارة الشباب والرياضة، وبعد الانتهاء منه، تفتح تطبيق "أوبر" لتلقي الطلبات، لتبدأ عملها كسائقة من الثالثة ظهرًا، وعن ذلك تقول: "بسوق 12 ساعة وممكن أعمل أي حاجة حلال في الدنيا عشان بنتي".
"دينا" شابة في الثلاثين من عمرها، لديها ثلاث أبناء، ولظروف خاصة بها لا ترغب في الإفصاح عنها تعيش مع ابنتها "روان"، تعمل صباحًا في وزارة الشباب والرياضة، وبسبب ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة مؤخرًا، فكرت في استغلال سيارتها ظهرًا.
اتجهت "دينا" للعمل كسائقة في شركة أوبر، وتقول لـ"التحرير": "الدنيا بقت غالية جدا، والدروس والمصاريف زادت الضعف، ففكرت في استغلال امكانياتي في حاجة تجيبلي دخل، فقولت أنا بسوق كويس ومعايا عربيتي، وعندي وقت، فإيه المشكلة لما أشتغل في أوبر؟". 
بحثت كثيرًا وفكرت أكثر قبل اتخاذ قرارها، الذي عارضته أسرتها في البداية، "مكانوش موافقين على الفكرة في الأول، بس في الآخر هما مبسوطين إني بشتغل وبعتمد على نفسي، وإنى عارفة أجيب قرش من مجهودي أنا، بدل ما أقول لأبويا يدينى فلوس اصرف بيها على أولادي".
لاقت "دينا" تشجيعًا كبيرًا من أبنائها، خاصةً "روان" أبنتها الكبيرة، التى رغبت في أن تغوص بعالم والدتها، "بنتي الكبيرة بتقعد تسألني وتستفسر عن طبيعة الشغل، ونفسها تيجي معايا وأنا سايقة".
خبرة "دينا" في قيادة السيارات جعلتها تخوض عملها الجديد في أوبر بثقة، "بسوق من 10 سنين، وبتصرف زي أي كابتن راجل، بروح أجيب العميل، ولو هي عاميله بنتكلم وبنكون صحاب بعد كدا، ولو عميل بيقعد باحترام". 
بأسلوبها الخاص وثقتها في نفسها تستطيع "دينا" أن توقف أي عميل إذا حاول تجاوز حدوده، على حد قولها، مضيفةً: "مقابلتش حاجات من دي خالص، ولو كنت قابلتها فممكن نقول نص في المية، يعنى حاجة لا تذكر".
وتتابع: "لو حد تجاوز في إمكاني أقوله انزل من عربيتي، بس بتعامل بالسياسة، لأن البنت ما دام أخدت قرار إنها تشتغل بيبقى عندها خبرة في الحياة تخليها تواجه أي موقف".
وتقول دينا إن عملها في "أوبر" أضاف لها الكثير، "اللي شفته في أوبر في 8 شهور، مشفتهوش في سواقتي في 10 سنين، سواء كان مرور الناس اللي فى الشارع، أو حركة مرور العربيات، الموضوع صعب جدا بس قادرة اتخطاه".
وفي أول يوم عمل لـ"دينا" تفاجأ العميل بأنها أمراة، ونست هي أن تفتح تطبيق الشركة، تقول عن ذلك: "أول مرة مافتحتش الرحلة، وركب معايا العميل، ورحت وصلته ومأخدتش منه فلوس لأنى مبدأتش الرحلة أصلا، غلطتي". الدعم المعنوي، تراه "دينا" كل يوم في عيون العملاء الذين يشدون من أزرها، "بيستغربوا بس استغراب يشرفني، كل اللى بيركب معايا بيقولى برافوا عليكي واللى زيك هيغير مجتمعنا". وتتابع بقولها: "زمان كانوا بيقولوا أن الست دي بيت ومطبخ وعيال بس، مع أن قدرات الست أعلى من كدا بكتير، الحمد لله بنعمل اللى الرجالة مبيعرفوش يعملوه". "دينا" واحدة من عشرات السيدات اللاتي قررن خوض هذه التجربة، وتجمعن على جروب "واتساب" لمشاركة التجارب والخبرات. تقول دينا: "عاملين جروب فيه أكتر من 40 بنت، بتجمعنا حاجة واحدة هي الجدعنة، لأن اللي بتشتغل الشغلانة دي بتكون واثقه من نفسها وبتكون جدعة جدا". وتنصح "دينا" الفتيات بالبحث عن وظائف توفر لهن دخلًا مناسبًا: "انطلقوا ومتشتغلوش تحت إيد حد، ودوروا على حاجة أمان ليكم، مفيش شغلانة عيب ما دامت حلال".


0 التعليقات:

إرسال تعليق