___ غرائب :
في مساحة كبيرة من الأرض الفضاء بجوار مقلب قمامة كفر الشيخ الرئيسي بالقرب من مساكن الروضة الجديدة، يقف 8 شباب كل منهم ممسكا بـ"شوال" كبير يغوص بداخله حتى يستخرج منه أدوات مختلفة عبارة عن "كراتين، زجاجات بلاستيكية فارغة، عبوات صفيحية مختلفة الأحجام"، هي نتاج قمامة الأهالي يقومون بفرزها ثم تصديرها للمصانع المختلفة لإعادة تدويرها، وبين هؤلاء الشباب، تجد رجلاً كبيرًا بلغ من العمر أرزله يجلس على "ميزان حديدي"، ويزن الأجولة التى يستقبلها أحد الشباب من آخرين "سريحة".

تقترب من هؤلاء لتتعرف على طبيعة المكان، إذ يفاجئك خميس شبانة، البالغ من العمر أكثر من 70عامًا، ذو لحية بيضاء وبشرة سمراء حرقتها الشمس من الوقوف طوال اليوم، ويقول "أعمل في مهنة إعادة تدوير القمامة منذ عقود لأنني لم أر مهنة غيرها، وأنا أعول أسرة مكونة من 6 أفراد وهذه المهنة هى مصدر رزقي الوحيد، قاعد بالإيجار في دكان فى منطقة القنطرة البيضاء، ومش لاقي شغل، طول عمري شقيان علشان أشوف ولادى بالحلال 10 حلال ولا 100 حرام، والحمدلله جوزت بنتين من التحويش، المهنة قضت عليا لأنها شاقة لكن نعمل أيه آدي الله وآدي حكمته".
يضيف الرجل الذى تجاوز الـ70عامًا، "ربنا بيرزقنا ببضاعة بنشتريها من المحلات عبر السريحة والمهنة دى بتنمي اقتصاد البلد، لأننا بنشتغل شغل عمال القمامة يعني بنفرز ونجمع كل شيء لوحده ونكيسه ونصدره للمصانع وفاتحين بيوت ناس وشباب من الشغلانة دي، لكن مفيش حد من الحكومة بيسأل علينا، إحنا محتاجين نطور نفسينا ونجيب آلات ومعدات حديثة، وأنا نفسي ربنا يكرمني بشقة على آخر عمري، أموت وأنا مرتاح وسايب لولادي بيت يلمهم بدل الدكان اللي أنا عايش فيه بالإيجار، وقدمت على شقة ولا 500 مرة ومفيش فايدة".
وفي أحد جوانب المكان، تجد أحمد سمير، شاب خريج قسم اللغة الانجليزية بكلية الآداب دفعة 2000، منكبًا على أحد الأجولة يستخرج كراتين منها، ويقول "اتخرجت وملقتش وظيفة، واتجهت لكل السكك الحرام، بدءً من شرب المخدرات ثم الإتجار فيها، وعُوقبت بالسجن لمدة 3 سنوات، ذُقت خلالهم معنى الحلال، وأن كل من يخطئ لابد وأن يًعاقب، وبعد خروجي من السجن بحثت عن عمل إلى أن وصلت لهذا المكان، وأصبحت أحد أبرز اعمدته، ونعمل في إعادة تدوير القمامة، لتنمية اقتصاد البلد، نبدأ عملنا منذ السابعة صباحًا، نقوم بشراء المخلفات من تجار ثم نفرزها ونصدرها للمصانع المختلفة.
ويضيف سمير: "المنتج الصينى ضرب اقتصاد البلد، ونحن نعيد هيكلة الصناعة المصرية مرة أخرى، لان المنتجات المصرية قابلة للتدوير أما الصينية غير قابلة للتدوير، ومعانا فى المكان 8 شباب بتبدأ يومياتهم من 50 إلى 100 جنيه، ويقوم الشاب بتقسيمهم ما بين المصاريف الشخصية والسجائر والإنفاق على أسرته، بالإضافة إلى عددًا من الشباب ممن لديهم تروسيكلات يقومون بتجميع البضاعة من المحلات، بجنيهان للكيلو، والحمدلله ربنا بيراضينا بعد دفع إيجار 5 الآف جنيه لصاحب قطعة الأرض شهريًا، مستطردًا: "أنا عندي 3 من ولاد أخواتي اتجهوا للمخدرات بسبب سوء التعليم، وأنا مليش غير الشغلانة دي، من خلالها قدرت أجهز نفسي علشان اتجوز، كنت بعمل جمعيات منها بعد ربنا ما هداني وجربت الحلال لقيته ضعيف بس حلو وأمان، والحمد لله شغالين فى الحلال وبنصدر لمصانع القاهرة، الاسكندرية نيفيا، طنطا، إحنا مكان توزيع بنشترى ونجمع ونقفل خامتنا ونبعتها المصانع تعيد تدويرها، لما بيجيلي منتج صينى بعمله حاجة اسمه -مترجع- مش بستفيد منه لكن خامتنا هتصنع تاني، بس إحنا عاوزين مجمعات مغلقة".
وأمام أحد الأجولة تلتقي ابراهيم اكرامي يوسف، البالغ من العمر 17 عامًا، يؤكد أنه لم يتوفر له حظ كبير من التعليم، حيث أن والده أصر على خروجه من المدرسة في الصف الثاني الابتدائي ليساعده في الإنفاق على أسرته، وأنه يعمل فى المكان منذ ما يقرب من 4 أعوام ويتقاضى يوميًا 60 جنيهًا "مهمتي بفرز كل شيء لوحده وبدي لزميلي يحط كل حاجة في مكانها، وربنا بيكرمني بـ60جنيهًا في اليوم وأوقات 70، وبصرف منهم على أبويا وأمي وولدين وبنت أختي الصغيرة مقيمة معانا ، وانا من صغرى فى الشغلانة دى بتنقل من مكان لمكان، بس ده أقدم مكان في كفر الشيخ".
حسين عبد الله، صاحب المكان، يؤكد انه حمل على عاتقه توفير فرص للشباب على قدر إستيعاب المكان، وأن العمل فى مهنة إعادة التدوير مربح، الزبالة بتأكلنا الشهد، والفكرة بدأت لي في دولة الكويت عندما كنت أعمل هناك ورأيت شباب الكويت يعملون فى مهنة تدوير القمامة، مؤكدين أنها مربحة، فعدت لمصر واستاجرت هذا المكان وبدأت أعمل بعدد عمالة بسيط إلى أن وصل لـ8 شباب وما يقرب من 10 سريحة، شغالين بأدينا وبدون أي معدات، ونفسي الدولة تساعدني أطور لكن مفيش امكانيات.
وتابع عبدالله، "أنا بورد شغلي لمصنع كسرات بالعتوة، مصنع افرست للكراتين، ومصانع الحديد، باخد طن الكرتون بـ2000 جنيه وفي مكسب 20 قرش لأني بأجر لودر بتكسب 10 قروش لكن الإجمالى بيكون جيد في النهاية، ونفسي الحكومة توفر لي مكان وتساعدني في شراء مكابس وكسرات".
بالصور| "الزبالة بتأكل الشهد".. حكايات شباب احترفوا إعادة تدوير القمامة
بالصور| "الزبالة بتأكل الشهد".. حكايات شباب احترفوا إعادة تدوير القمامة
بالصور| "الزبالة بتأكل الشهد".. حكايات شباب احترفوا إعادة تدوير القمامة
بالصور| "الزبالة بتأكل الشهد".. حكايات شباب احترفوا إعادة تدوير القمامة
بالصور| "الزبالة بتأكل الشهد".. حكايات شباب احترفوا إعادة تدوير القمامة
بالصور| "الزبالة بتأكل الشهد".. حكايات شباب احترفوا إعادة تدوير القمامة
بالصور| "الزبالة بتأكل الشهد".. حكايات شباب احترفوا إعادة تدوير القمامة
بالصور| "الزبالة بتأكل الشهد".. حكايات شباب احترفوا إعادة تدوير القمامة
بالصور| "الزبالة بتأكل الشهد".. حكايات شباب احترفوا إعادة تدوير القمامة
بالصور| "الزبالة بتأكل الشهد".. حكايات شباب احترفوا إعادة تدوير القمامة
بالصور| "الزبالة بتأكل الشهد".. حكايات شباب احترفوا إعادة تدوير القمامة

0 التعليقات:

إرسال تعليق