قد تصدمين من كلمة “عقاب أو عقوبة”، لكن الأمر مهم للغاية لتربية الأطفال خلال مرحلة معينة.


في الواقع، لا يمكن للطفل فهم العقاب (لعدم الطاعة أو القيام بتصرف سيء) إلا إذا بدأ في فهم أنه “مسؤول” على تصرفاته. والاحساس بالمسؤولية، يعني نوعا من الوعي الذي يجعل الطفل يعرف الأسباب والنتائج لكل تصرف يقوم به، وفهم أننا سبب ما نفعله سواء كان جيدا أو سيئا.


في العموم، تبدأ هذه المرحلة ابتداء من سنة الطفل الخامسة، حين يبدأ في فهم “ماذا” و”لأنه كذا كذا..”، فهم الأشياء والأحداث، وفهم ما هو “واقعي” أو “موضوعي” مسموح به.


لا يمكن للعقاب أن يكون تعنيفا، حرمانا، تعذيبا، إذلالا.. فكل له عواقب وخيمة على شخصية الطفل، تفقده ثقته بنفسه وبوالديه، لهذا لا يجب أبدا المساس بكرامة الطفل.


ولا يمكن لأي من الوالدين تجاهل مشاعر الطفل عند رفضه للعقوبة، لأنه ببساطة لم يفهم بعد. عقاب الأطفال أقل من 5 أو 6 سنوات مرفوض تماما، لأنهم غير واعون بالضرورة بما فعلوه.


ينصح الخبراء بالشرح والحوار: شرح الواجبات، الحدود، التصرفات، الحقوق، الممنوعات، المباح، سواء داخل الأسرة أو داخل المجتمع.


إضافة إلى ذلك، لا يجب فقدان الأعصاب والدم البارد أمام الأطفال، لأن ذلك لن يجدي نفعا معهم. وضع الطفل في مكان بمفرده وتركه لبضع دقائق كاف لكي يجعله يتساءل عما فعله، سيطرح الاسئلة على نفسه ويفكر.. من هنا يخلق لديه الوعي أنه تجاوز الحدود وأنه تصرف بأسلوب غير لائق.

من كتاب “J’élève mon enfant” بتصرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق