فهكذا يكون حال معظم الأزواج الآن.. وشكواهم الدائمة من زوجاتهم اللاتى تحولن من الفتاة الهادئة إلى امرأة عصبية منفعلة متقلبة المزاج..
بطارية الحب فاضية
والسر الذي يكمن وراء تلك الشكوى المتكررة من الأزواج ضد زوجاتهم، كما يفسر خبراء الأسرة والتربية، هو بطارية الحب التي انتهى شحنها بين الزوجين.. فعندما تتحول الفتاة من أنثى وديعة إلى امرأة عصبية، فإنها حتمًا فقدت شعورك بالحب تجاهها.. ومن هنا فقدت الشعور بكونها أنثى مرغوبًا فيها.. أى أن الزوجة العصبية ما هى إلا بطارية حب انتهى شحنها "فاصلة شحن"، فانقطع معها حبل الود بين الزوجين، ما يدفعها إلى العصبية والتوتر وتكدر المزاج.
أسباب العصبية
بجانب عوامل عضوية أو نفسية أو اجتماعية أخرى، منها الأعباء المنزلية التي لا تنتهى.. مسؤوليات الأمومة وتربية الأطفال وخاصة مع هذا الجيل المتمرد.. مشاكل الحياة الزوجية بين الزوجين ومع الأهل في بعض الأحيان.. التعب والإرهاق.. الخوف وعدم الشعور بالأمان.. معاملة الزوج لها مما لا يرضيها، إلخ...
رد فعل الزوج
تعلق مدربة الزواج الصحى والاستشارية الأسرية والتربوية بمركز حياة آية العزب، أن أغلبية الأزواج الآن يشتكون من زوجاتهم، قائلين: "توتر دائم في البيت، صوت عال وعصبية بسبب ودون سبب (ظاهر)، خاصة بعد مجيء أول طفل".
وتتابع عزب: "ويكون رد فعل الزوج على حسب شخصيته، إما عصبية منه هو الآخر، أو انسحابًا، ولكن هذا لا يمنع حيرته في أمرها وتساؤلاته، لماذا أصبحت هكذا!! فترة الخطوبة مرت رائعة كانت فيها وديعة وهادئة، وأصبحت الآن شخصًا آخر لا يشبهها على الإطلاق، هل السبب منى أم منها؟
الفتور وتبلد المشاعر
وعلى الجانب الآخر تكون الزوجة غالبًا لائمة على الزوج، لأنه لا يشعر بمعاناتها وشعورها والضغط الذي تشعر به، قد يؤدى تفكير كل منهما بتلك الطريقة إلى ظهور فجوة "فتور" العلاقة التي تتسع مع الوقت، والذي يؤدى بغالبية الأزواج إلى تلك النهاية، هو أن هناك فتاة تأخذ الزواج كغاية تحقق فيها فرصتها لتعوض ما فاتها في بيت الأهل في حياتها ما قبل الزواج، وهناك أيضًا الفتاة التي تنحصر مسؤولياتها على ذاتها فقط قبل الزواج، الأولى تركز على حقوقها وتتناسى واجباتها، والثانية تنتظر من الطرف الثانى تحمل قدر أكبر من المسؤولية معها، والنموذجان يصدمان بالنتيجة السلبية من الطرف الآخر، فتكون النتيجة زوجة عصبية متوترة دائمًا.
نصائح للتعامل مع الزوجة العصبية
وتنصح مدربة الزواج الصحى آية العزب، الأزواج، بضرورة اتباع بعض الخطوات لتمكنهم من التعامل مع الزوجة العصبية، ومنها:
- أولاً إدراك أن ما تفعله رغما عنها لأن أعباءها زادت بزيادة واجباتها واتسعت دائرة مسؤوليتها، وانت أولهم، ولذلك أقل ما تفعله هو تقدير ذلك، حيث إنه وضع جديد تماما عليها.
- ثانيًا عدم إلقاء الأوامر أو الانتقادات اللاذعة خلال فترات العصبية، واحتواؤها بالانسحاب أو إلقاء الكلمات اللينة المرحة، للتخفيف من حدة الموقف، ما سيجعل عندها استعداد لتقبل المناقشة بصدر رحب فيما بعد.
- ثالثًا استحسان ما تقوم به من واجبات منزلية بكلمات مباشرة ولمسات حانية (كتقبيل اليدين بعد كيها لملابسك مثلا)، (تسلم إيدك _ ربنا ما يحرمنى منك)، ذلك له مفعول السحر عليها في دعمها معنويا وعاطفيا.
- رابعًا ينبغى عليك أن تفتح معها مجالاً للحوار دائماً في شؤون المنزل والأولاد ومشورتها، ذلك سيرفع ثقتها في نفسها وسيقوى علاقتكما.
- خامسا تخصيص يوم للترفيه على الأقل شهريا بمفردكم دون الأولاد، سيساعدها ذلك على الاسترخاء وتخفيف الضغط العصبى بالتحرر المؤقت من مسؤوليات المنزل.
- سادسا أثبتت الدراسات أن العصبية دليل على البساطة وطيبة القلب، حتى لو كانت عيبا في ظاهرها، هى عيب حميد يحتوى في ميزة رائعة لا شك.
0 التعليقات:
إرسال تعليق